الاثنين، 12 نوفمبر 2012

زوجك على ما عودتيه ،،،


عندما تزوجت ،، أسرت لها والدتها:
" زوجك على ما عودتيه ،، و ولدك على ماربيته"
فجهزت كل امكانياتها وركزت على ذلك الزوج و أعدت العدة أن تعوده على ما نشأت عليه ،، بل قلبت الموازين ،، و حاولت تربيته. واعادة صياغة أخلاقه وسلوكياته ،، وما اعتاد عليه في بيت أهله ،، وبالطبع بدأ الشجار وبدأ النفور يعم بينهم ،،، وبدأت جيوش المحالفين تقف معها و تآزرها،، نعم عليك ان تغيره هكذا مباشرة ،، او بالتلميح وكل واحده تستعرض خطتها ونجاحها ،،، في التغيير ،، والواقع يقول انهن معذبات ،، ان الزوج لم يتغير ابدا بل بدأ يصر على ماهو فيه ،، وبدأ يلتفت كذلك إلى سلوكياتها فكذلك من حقه أن يغير فيها على مزاجه كأنها لعبة ،، بل ان بعض الأزواج انسحب وترك لها الساحة لتفرض على أبناءها ما تريد هي !!!
و في ظنها أنه استجاب لها، وبعض الزوجات انسحبت وتنازلت عما تحب و ما اعتادت عليه لترضيه ، ثم تفقد ذاتها تدريجيا ، وتصبح نسخة الكترونيه كما يريد لكن من دون روح ،، وربما تدخل في الإكتئاب ،،، او القلق،،

من خلال رحلتي في الإستشارات وفي الحياة لم أسمع او أرى أحدا نجح فعلا في تغيير الآخر بالإجبار .
هناك سر في نجاح البعض ،، وهو سر بسيط جداً ،، يمكن له التغيير والتأثير بسهولة و يسر في سلوك الآخر ،
إنه
" التقبل " يا سادة ، نعم التقبل أن أن تقبل الشخص الذي أمامي و مافيه من عيوب ومزايا ، ان احبه كما هو، ان اتعايش مع سلوكياته ، فما أعجبني منها ووافقني اندمجت معه واستمتعت به ، و ما كرهت منها تركته ، واعرض عليه بادب ما ارى فإن أخذ به فالحمدلله وان عاند تركت وعدت الى وعشت في دائرتي - سأكتب مقالا بإذن الله عن العيش في دائرة النفس ، وتجربتي معها- ، مع الزمن يبدأ التغيير ، ويبدأ الإندماج وتنوع السلوك فتكون عائله مميزه ، جمعت سلوكيات الأم والأب ، ولم تعد اسرة منسوخه من عائلة الأم أو الأب .
لعل أحدهم يقرأ ما اكتب فيلوم الآخر ،، اقول عش في دائرتك لا تتنازل عن شيء تحبه الا اذا اردت فعلا من داخلك ولنفسك اردت تغيير هذا السلوك ، لا تغير من أجل الآخرين ، ولا تجبر أحدا على تغيير سلوكه
وربما تكن لك سلوكيات فعلا مزعجه ، راجعها واستبدلها بسلوك آخر، وحتى إن تم التنازل فليتم عن قناعة ،، وبعض النساء غفر الله لهن ،، ذوات بأس شديد وعناد ولا تعرف أن تستخدم حيلها و مكائدها ، - فغيري وتنازلي قليلا بقناعة ،، لعلك فهمت ما اقصد!!
اعود واقول التقبل سر نجاح أي علاقة ثنائية أو جماعية حتى ،، التقبل يصنع الفرق والتنوع ويثري الكون ، ويمنحن السعادة وراحة البال،،
تأمل
( انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) علمني شيخي- عبد السلام حبوس رحمه الله- ان من يشاء عائده على الانسان فان اراد الهدايه وسعى لها سخر الله له ذلك ، اذن ارادة التغيير تبدأ من الداخل وليس لأحد على الآخر سبيلا ،
حتى الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتقبل المشرك على ماهو عليه من سلوكيات ، ويحترمهم ويسمع منهم ، ( أفرغت يا أبا الوليد) هكذا كان يسمع لهرطقاتهم ، بكل احترام ،،لم يجبر احدا على الإسلام كان يعرض فكره فقط و يدعوا لهم بالهدايه ،،
أرأيت أن نوحا عليه السلام استطاع هداية ابنه، ام استطاع ابراهيم عليه السلام تغيير والده، ام استطاعت آسيا تغيير فرعون !!
فلنعش بالتقبل ،، بالحب ،، ولنخلص. نوايانا ونصلح من أنفسنا ،، وان كان ولا بد فبالحسنى
و زوجك وولدك على ما تقبلتيه وأحببتيه.
ايمان البلالي