الأحد، 14 سبتمبر 2014

سوشي

السوشي ،،،
في مرحلة المراهقة المتأخرة شكوت إلى صديقة عزيزة سوء علاقتي بأخريات ، والبعض الآخر منهن كنت حزينة على ماهن عليه ، و أخريات أردت لهم الخير لكنهم لاينتبهون لأنفسهم ،، 
صمتت صديقتي وهي تسمع حرقتي على فلانة وفلانة ونقدي لتلك ،، قالت 
ياعزيزتي : ( لايمكن للناس أن يكونوا إيمان ، ولايمكن أن يكونوا بقدر صبرك ومجاهدتك واعتقادك ، ومبادئك ، وقيمك ، لايمكن أن يكونوا أنت ، فدعيهم أن يكونوا هم وتسعدي ويسعدوا) 

نعم صدقت تفكرت بها كثيرا رغم مرور عشرات السنين وربما نست هي مانصحتني وماعلمتني ، لكن حكمتها ظلت ترافقني ، كلما حاولت أن انتقد فلانه أو أحاول تغيير فكرة عند فلانة ، 
اكتشفت ان الكثيرين منا يريد أن يكون الآخر هو نفسة ، ليتمكن من معايشته ، وينبذ الخلاف الذي هو أصل دوام الود بين الطرفين . 

في كل منا أو في الغالب -حتى لا أعمم- حب الوصاية على الآخرين وعلى أفكارهم ومعتقداتهم وحتى على مشاعرهم ، يجب أن تحب و يجب أن تكره ، حتى في ذوقيات الطعام
فيصيح أحدهم بك:  يالله كيف لك أن تعيش دون أن تتلذذ بالسوشي!! 
و الأخرى:
كيف لك أن تصحوا دون أن ترتشف من القهوة التركية ،، وتستمع لفيروز صباحا، أنت جاهل ومتخلف !!
و 
كيف لك أن تبغض فلانا أو فلانة !!، أنت حاقد و حسود .
و
كيف لك أن لاترتدي هذه الماركة ، بصراحة أنت لاتملك الذوق .
و
كيف لاتقرأ ولاتتلذذ بالقراءة أليست هي عصب الحياة ، اذن أنت ميت لامحالة !!

واذا قرأت كيف لك أن تقرأ ذلك اقرأ لفلان وعلان أفضل !! 

لاترتدي ذلك الفستان فلم يعد له حضور في الأسواق !! 

وهكذا حتى فيما يخص مبادئنا 
فقد طال جدال أحدهن لي عن قيمة الحب ، وعن معتداتي عن الحب واتهمتني جزافا أنني عدوة الحب كل الموضوع أني قلت مازحة الحب أجلكم الله. كمايقول ابن حزم الأندلسي ، واعتقادي أن الحب يكون لله وفي الله في كل الأمور وماعدى ذلك فهو عبودية وقلبي عبدلله وحدة ،، 

-وسأكتب معتقدي ذلك في تدوينة قادمة ،،- 
حتى في الإسلام لايجبر امرأ تغير دينه ، 
فكيف بملبسة ومدبدئه -الذي لا يخالف الدين-وبمأكله ومشربه وحياته ومشاعره  .
كلما تحررنا من الوصاية على الناس وعلى من نحب كنا أكثر قربا و أبقى للود ، وأعمق وعيا بأنفسنا ومعتقداتنا ، وأشد ثقة بنا ،، 

تحرر من الوصاية ، على الآخرين ، تكن أسعدهم ،، 
و حررهم من وصايتك تقربهم منك ولا تطلق أحكاما جزافا على من ليس على نهجك يسير . 
إيمان البلالي
@eiman_albelali

السبت، 6 سبتمبر 2014

على أبواب المدارس ،،

مع افتتاح المدارس أبوابها للطلاب ، يفتح باب الشقاء للأهل من تحويل البيت إلى معسكر دراسه 
نعم معسكر للتعليم ، يشقى فيه الولد والأهل ، وأخص بذلك الأم ، فتصبح معلمة لخمس او حتى عشرة مواد ومحضرة وطالبه في الوقت نفسه بالإضافه إلى مهامها الأخرى ، و كثير ما تم طرح الموضوع بين الأمهات وكثير ماتكلم التربويون عن تدريس الاطفال هل هو من مسؤليات البيت أم المدرسة ؟ هل يتحمل الطفل هذا الضغط من الدراسه في المدرسه وفي البيت ؟ 
والأمهات في ذلك مذاهب فمنهم على سبيل المثال :
الأم "فاطمة" قد جمعت كل قواها وألغت كل مسؤولياتها الإجتماعية من أجل أن تدرس فهد وخالد ومروه وحفصه ووليد كل الدروس فهي أم عاملة تعود من العمل معهم في الساعة الثانية ظهرا تنتهي من وجبة الغداء التي هي في الاصل حصة للإتكيت والأدب بالإضافة الى طاولة الإجتماعات والتوبيخ وتوزيع مهام مابعد العصر ، فهي تأدب خالد وتأمره بالمضغ بدون صوت وتوبخ مروه لما لم تجاوب في حصة الرياضيات وتستمع لوليد وقصته مع معلم اللغه العربيه و طلبات مدرسة حفصة التي لاتنتهي، تأخذ قيلوله الى الرابعه وتشد الحزام تجمعهم جميعا في غرفة المعيشه و تفتح الحقائب لتخرج ما بها من أوامر وطلبات و واجبات وتبدأ بتوزيع المهام الدراسية عليهم تشرح لهذا و تساعد تلك وهي ترتشف الشاي بسرعة صارخة فيهم ( خلّص أنت و أنتِ عشان أخلص من أخوكم ) ( انتبه مو چذي حلها) ( حرام عليكم واحد واحد ) ( تعال خلود ،، وتشرح له درس العلوم ) الى الساعة الثامنه تسرع فيهم الخطى للعشاء والنوم لتذهب للسوق والمكتبة لشراء الحاجيات ، تعود هلكة وأمامها عدة مسؤوليات و واجبات أقلها كزوجة !! 

أما
الأم عنود فهي أخف و طأة من الأم فاطمة فهي حنونة رحومه 
كالعادة تخرج من عملها لتجمع أطفالها من المدارس وتهلي وترحب بهم في البداية ، وبعدها تصرخ هدوء ، غداء عادي يسوده التوبيخ و المناوشات بين الإخوة والأخوات ، وطلباتهم ، تخلد للنوم الى الخامسة تستيقظ لتشرب الشاي وتخرج الكنوز من حقائبهم ، تحاول جمعهم ليحلوا الواجبات ، لكن لاتفلح عادة في ذلك ، تذهب معهم لشراء الملتزمات من الجمعية او المكتبة وتختم الجولة بالمرور على مطعم السندريشات فيتعشون تعود للمنزل ، تحاول أن يذهبوا لغرفهم ، ويناموا وتتفرغ هي لحياتها الإجتماعية ، بعد ذلك تفتح كراساتهم وتبدأ هي بالحل عنهم وتحاول أن تجاوب بأجوبة عفوية تزين دفتر هذا وترسم الخرائط لتلك ، ثم تضع كل كراسة وكتاب في حقائبهم و هي تعد نفسها بذلك الأم الخارقة وفي العادة مثل هذا النوع من الأمهات ترى نوع الام فاطمة أنها شريرة ولاتحب أبنائها و لا تسعى لراحتهم !

أما الأم " خلود " فهي أم كذلك عاملة قد وظفت من راتبها سائق وخادمة اضافية لايصال و جلب الاطفال للمدارس ، تعود كالأمهات على الغداء وتوزع الجدول أحمد اليوم مدرس الرياضيات سيكون عندك في الساعة الرابعة والنصف 
شوق ستكون معلمة اللغة الانجليزية في الساعة الرابعة كذلك تجلسين في مجلس الضيوف واحمد في الديوانية ، وبعدها في الخامسة لاحمد مدرس العلوم ولك معلم  الرياضيات ،، تتأكد من جدولها في الهاتف موعد استقبال فلانة وموعد زيارة الأهل تكتب رسالة في الواتساب لتأكد على الطلبية الحلويات والزهور التي طلبتها للإستقبال وتوصي الخادمة باستقبال الطلبية وبطريقة حفظها، تقوم من على الطاولة وتوصيهم بعدم الإزعاج لانها تريد أن تنام ، وتوصيهم بحل الواجبات والإنتباه لدروسهم ،، تخرج في المساء بينما يتحول المتزل الى معهد للدروس الخصوصية ، اذا سمح الوقت تقبلهم توصيهم بالنوم باكرا وتوصي الخادمة بذلك تعطيها قائمة العشاء وتذهب وتعود في الليل لتطل عليهم في غرفتهم وترسل لهم طاقة حب آه كم أتعب معكم ومن أجلكم !!! 


أما نموذجي كأم 
فعشت بين النظريات التربوية التي تنادي بجعل الطفل يتعلم كيف يدرس ، وأن التدريس من مهام المدرسة والمدرسين أما فترة مابعد الظهيرة فمن حق الطفل أن يلهوا أن يتعلم مهارة جديدة 
وعلى مر سبعة عشر عاما مع أبنائي اخترت التالي:
أولا : الواقع يقول ليس لدينا نظام تعليم كفؤ لافي الخاص و القطاع الحكومي الذي يتحمل فيه المعلم تعليم الأولاد الدروس باخلاص الا ماندر فخلال السبعة عشر عاما لا أتذكر سوى معلمتين أو ثلاثه مروا على أبنائي أغنوني عن فتح كتاب وتدريسهم ، أما الباقي فالله المستعان ( سلق بيض) .
ثانيا : قررت أن لا أكتب واجبا لأحدهم ولا أرسم خريطة . وهم المسؤلين عن ذلك أمام المعلمين ولست أنا فدوري ينتهي بالتعليم وشرح الطريقة و بالمساعدة في حال استعسر أو صعب الأمر ، أما الإهمال فلست مسؤولة عنه.
ثالثا : دربتهم الإعتماد على أنفسهم في حل الواجبات مع البقاء معهم وشرح وتعليم كيف يكتب وكيف يحل الواجب ، ويرسم الخرائط و أترك لهم حرية التزيين ، ولهم اختيار مشاريعهم السنوية ، واختيار موضوع العرض لمادة اللغة الانجليزية ، 
الى الصف الرابع ابتدائي ثم انسحب تدريجيا و اقوم بالمكافآت لمن يعتمد على نفسه مع المراجعة في نهاية الوقت والمتابعة .
رابعا: حرصت على اشراكهم في حلقات تحفيظ القرآن والأندية التربوية ليتعلموا مهارات حديدة وليختلطوا بصحبة صالحة.
خامسا : المدرسين الخصوصين فهو ابتلاء قررت الرضوخ له خاصة مع تغيير المناهج لمادة العلوم وتحويل ولدي من الخاص الى الحكومة . 
وكذلك ولدي الأكبر الذي في المرحلة الثانوية ، فلا حول ولاقوة الا بالله اعلم أن واجبات المعلم أن يشرح ويدرس لكنهم مع الاسف يكتفون بشرح على الماشي ليوفرون طاقتهم للدروس الخصوصية . 
سادسا : في المدارس الخاصة والتي حرصت أن تكون ذات طابع " اسلامي" بمناهج أمريكية وكان اختياري خاطئا فمازلت أقوم بدور المعلمة في مادة الإسلامية ومادة الإجتماعيات التي لاتشرح للطالبات أصلا . لكني أجد متعة أحيانا لغرس بعض المفاهيم من خلال التعليم والتدريس .
سابعا: لا يعد أمر التدريس سهلا ولا ندعي  المثالية فرغم أن ابنائي كبروا و تحللت من بعض المسؤوليات لكن مازلت تحت ضغط المتابعة وشراء المستلزمات، وضغط ترتيب مواعيد المدرسين الخصوصيين ومتابعتهم كذلك ، وتدريس مادتي الإسلامية والإجتماعيات  ومراجعة الأخيرة لجميع المواد والمراحل بعد أن يدرسوا خاصة وقت الإختبارات، حتى مادتي الفيزياء والكيمياء التي لا افقه شيئا منها! 
،إلى أن يأتي يوم تتغير فيه سياسة التعليم وتصبح الرقابة أكثر صرامة على المعلمين والمعلمات ويتم انتقاء الكفؤ منهم ، 
ثامنا :  تحذير :
من تتخذ هذا الأسلوب في التدريس تتهم اجتماعيا بالإهمال ، والفلسفة ، وحب الذات والأنانية ، فلتصبر ولتحتسب أن ذلك أفضل من الإهمال وأفضل من جلد الذات وتعليمهم الإعتمادية على الوالدين ، فدور الوالدين الحب والرعاية والإهتمام ، فغرقنا مع المجتمع وصارت التدريس الشغل الشاغل ونسينا الحب وممارسة الحب ، بداعي الصرامة والضغط العالي على الأمهات من العمل والأهل والأبناء و أهل الزوج والأصدقاء وفوقهم طبعا الزوج الذي قد يهمل بسبب الإرهاق الدائم للأم والتوتر السائد في المنزل ، كل هذه أدوار وجب على الأم تأديتها قد تتوزع على الأيام وقد تكون كلها في يوم واحد.
 تاسعا : الحب قبل كل شيء ، لم نخلق كأمهات لنكون ( أمهات خارقات) كل ميسر لما خلق له منا من تتمتع بالتعليم، منا من لاتفهم حتى كيف تدرس أو تعلم ، منا من لها ظرفها الخاصة من مرض او مشاكل اجتماعية تمنعها من التدريس ، فلا نتهمم بالإهمال ، المهم عدم الضغط على النفس ومن ثم الإنفجار ،، 

دعواتي لكم بعام مملوء بالسعادة والحب 
محبتكم : إيمان البلالي