الجمعة، 14 يونيو 2013

جمال يصنع من قبح

﷽  

سيدتي ،، جميل أن نتمحور حول مفهوم الجمال ،،
فنبحث عنه في أقبح القبح حتى حيث يختبأ متواريا في في الباطن ،يكاد يتزين أحيان لكنه لا يلبث إلا أن ينكشف . 
العيش بالجمال و بصوره المختزلة، يكاد أن يكون أمرا عسيرا و مخاضا عسرا تكون نتيجته ،فقد الثمرة .
أتساءل أحيانا كيف لنفس تعشق الجمال أن تعيش بالقبح، ،
 لكنها تحتاجه لكي لا تعاد على ما ترى وتعتاد، نحتاج أن ننغمس بالقبح أحيان .
قبح البلاء ، و قبح الألم ، و قبح المعصية ، وقبح الشتم ، ،قبح الإذلال ، و قبح يتمثل بحسناء خاوية من الداخل ، قبح في وردة ذابلة ، او فاكهة نهشتها البكتيريا ، او في صورة طفل قذر مزق الجوع والفقر صورة البراءة والطفولة فلم يعد طفلا انما شيء من الذبول او الوحشية أحيانا .

وأحيانا في صورة أم ثكلى ، أو رجل يهين أنثى  ، و القبح قد يكون في أبهى صور الجمال وأحسنها، ستسألين كيف ذلك !
أرأيت ياعزيزتي رجل يهين تلك الأنثى ، انه بطلّته  وجماله كجمال يوسف عليه السلام ، و باكتمال العقل عنده والرجولة كعمر بن العاص ، و بالشهامة والقوة كعمر بن الخطاب ، لكن يده ولسانه الآثميين، أحد من وقع السيف على الجسد  ، كلماته حادة مؤلمه ربما نظن أحيانا أن ليس لها طب يداويها .

أم هل رأيت تلك الحسناء الباهرة ،، الفاتنه هي تتمثل اقبح صور الجمال حين تتوغل في الرذيلة، حين تخدش نعم الله عليها ، حين تخون الرجل زوجا كان أو أبا أو أخا ، حين تسلم جسدها بالحرام ، وبالخفاء لو كان حسنا لما أخفته ، أو حين تجرح عفة رجل حين تتبختر أمامه بكامل زينتها وتبرجها ، إنه قبح الجمال ، أو حين تتحدث فتراها خاوية ، متكبرة متعجرفة ،ما أجملها لو سترت قبح الداخل بالصمت .

و  حاكم ظالم يثمثل فيه جمال السلطة ، وجمال الشكل و جمال الفكر ، وجمال المال لكنه يسفك به الدماء ويحد من الحريات بل ويكبحهها انه القبح المتمثل بالجمال .


عزيزتي 
اما حين نجد الجمال في بعض صور القبح فهنا جمال يتجلى بأروع صوره ،
أارأيت ذلك الألم الئي يتقطع منه الجسد انه كسكين تقطع الأوصال ببطء شديد ، أو ذلك الشيء يسري بجسدك فيصلبك ويجلسك غصبا عنك  فترى رجلك أو يدك أو أي عضو قد نفذت منه الروح لكن لا تعلم كيف ،، ذلك الألم الذي يدق برأسك كيف ستوقفه ، يستمر ليال وأياما و أنت ترافقه تهاوده تطربه تدعوا له واحيانا عبثا و يأسا تدعوا عليه ، وهنا يكمن الجمال حين ترفع بصرك إلى الأعلى كأنك تنظر لشيء خفي قوة سماوية أنت تعلم يقينا أن المدد و العون والغوث سيأتي ممن رفع السماوات بلا عمد من هو فوق العباد ، فتبتسم وتدعوا بل قد تتيه الحروف مع الألم فلا تستطيع أن تنطق غير يارب ،،
إنه الإطمئنان إنه  يعلم السر وأخفى ،، ثم تنظر أخرى إلى  السماء لكأنك تسمع وعدا وترى مكانك هناك في الأعلى تحت أفياء الصبر على اريكة  وثيرة ستجلس ،،،
هنا الجمال جمال صبر تولد من قبح الألم .

أم هل رأيت ما نقوم به من صدقة حين نتصدق بها إنما هي محاولة لصنع جمال من قبح الفقر وذل الحاجة و انكسار الجوع ذلك الجمال الذي يشع جمالا من ثغر  طفل أو  دمعة شيخ أو رجل يواري دمعة من قلب روت الصدقة ضعفه ، و قوّت من انكساره ذلك هو الجمال الذي يصنع من الفقر. 


أم رأيت مدافعتنا لشهوة أو ميل نفس لمعصية بأبسط الصور حين نقاوم فكرة الغيبة مثلا فنمسك ألسنتنا عنها و نكبحها ، أم حين تميل أنفسنا لكشف بعض مما لا يحق لنا كشفه ، أو تزين بما لا يجوز تزينه ، أو مقاومة أن نلبس لباسا يدخلنا في الكاسيات العاريات ، هنا الجمال الحقيقي حين لا نكون كالبهائم في اتباع ما تشتهي أنفسنا هنا اختبار للإختيار الإنساني هنا جمال الصبر على المعصية قيقذفه الله نورا في القلب و حتى في النظر ، الجمال هنا مقاومة قبح الشهوة والمعصيه فيخلق الجمال من الإمتناع  عنها لإختبار إنساني بحت .

غاليتي هناك الكثير من القبح يمكننا صناعة الجمال منه خاصة عندما يتعلق الأمر بالسمو الأعلى للنفس حيث تسكن الروح الجنه ،،، و تتمنى ماعنده سبحانه وان كان عليها تذوق بعضا من القبح للوصول إلى ماعنده ، بل يتعدى الأمر ذلك بأن يصنع الإنسان للغير من القبح جمالا ، ليعيشوا معه في رحاب الجمال .


شكرا لجميل قراءتك و لجميل صبرك على ما أكتب دمت بجمال الحب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق