الخميس، 2 أغسطس 2012

غفران ١٢ ( خلوات ،،)

غفران ١٢
نقلت كل تلك الأكياس في نفس اليوم إلى أحد اللجان الخيريه حتى غطاء السرير الذي كان يذكرني به تركته رغم أنه يعد مما يسمى بالماركه و أني أنفقت عليه الكثير .
لكن نفسي أولى وسعادتي تستحق
شعرت بخفه فعلاً. بعد أن أصبحت خزانتي شبه فارغه فيها بعض من الجلاليب والفساتين ، و بعض العباءات الجديده نعم عباءه لن أحارب ديني بسبب انسان فهم الدين خطاءا فلا دخل بالدين بمن يفهمه خطاءا.

حددت بين صلاة الفجر الى الشروق و بعد صلاة العصر إلى المغرب ، و اقترحت على ابنتي برنامجا لها ولصديقاتها سويا ، حتى لا تفتقد وجودي معها لأنها تعودت على ذلك أما ولدي حفظه الله فيعرف ماذا يريد ويعرف كيف يبرني دون أن يضغط على نفسه ، أما ابنتي فتشعر بتأنيب الضمير كلما خرجت وو جدتني أجلس لوحدي
ولذلك أخبرتها أن لدي عمل ، حتى تطمئن .
وبالفعل .
بدأت بخلوتي مع نفسي
أعدت شريط الذكريات لأتصالح معها
اكتشفت أن عملاقا استطاع ادارة كل هذه الأزمات لم أكن انتبه لحجمه فصغرته و احتقرته بالفعل هو عملاق ، كيف استطعت أن اهرب بأبنائي من تلك الدوله إلى الكويت ، كيف دبرت لي مالا وبيتا عندما كنت لا أملك شيئا ، كيف أكملت تعليمي ، و تخرجت من الجامعه ، كيف استطعت أن الحق ولدي مع الشباب الصالح ليكون له أبا بديلا ، و يتربى في ظل أخلاق وقيم ، كيف نجحت بعلاج ابنتي وواصلة علاجها وها هي الآن عروس متألقه لديها علاقات اجتماعيه كبيره ، كيف رعيت اخواني ، وواجهت اخي ، ثم تركته دون أن اذل له نفسي ، كيف عدت لوالدهم وسامحته ، و حتى كيف. استطعت أن ادير حياتي و حياة ابنائي في مثل هذه الظروف و أنا لا سند لي إلا الله ، أما مجال عملي فأنا متميزه رغم أني أرفض أن أذهب للمؤتمرات أو الدورات بحجة أبنائي ، كل هذا وأكثر كنت أنا هذا العملاق ، و ربي لك الحمد والفضل والمنه من قبل ومن بعد مرت ساعات وأنا أعيد التاريخ و استخلص منه الإيجابيات ، خرت دمعتي فكل ذلك بفضل الله ،، تمتمت ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، و سجدت له شاكرة حامدة ، أبكي هذه المره من شدة استشعار فضله علي ورحمته بي ، يارحمن يارحيم أتمم فضلك ونعمتك وأعني على شكرك وذكرك طول عمري ،،

سجلت كل هذا في مذكرتي ،
خرجت من أول خلوه وأنا معتزة بنفسي ، رافعة الرأس فخورة بعمري
وهكذا توالت الخلوات بل بت احبها وأشتاق لها ، بدأ نومي يتحسن وطعامي وضحكتي بدأت من القلب
ومازلت أتواصل مع استاذه ابرار ، أحيانا بلقاء في المكتب ومعظم الأوقات هاتفيا أو عن طريق الإيمل والرسائل كنت ألقى منها كل ترحيب بي و تشجيع رغم أن صوتها أحيانا يبدو تعبا و مستهلكا ، أخبرتني يوما أن الصيام مع الإستشارات ترهقها ، لذلك تحاول أن لا تستقبل في رمضان استشاره جديده لكنها تضطر أحيانا عند الحاح أحدهم ، جزاها الله خيرا .
عبادتي أصبحت بنكهة أخرى نكهة الشكر والفضل أن منحني كل هذه القوة و هذه الشجاعة ،بعد أن كانت شكوى وتضرع وبكاء من أجل ذلك ،
كنت اصل رحمي الأعمام و الأخوال نعم لدي أهل لكني لم أقحمهم ابدا في مشاكلي وربما لم تعلم بأمري الى زوجة خالي الكبير لأنها كانت صديقة والدتي بل كأنهم أخوات ، و كنت ازورها برا بوالدتي ، بل أن رائحتها تشعرني بعبق حنان أمي وطيبتها .
و في العاشر من رمضان ،،
تابعوا ماذا حدث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق