الاثنين، 6 أغسطس 2012

غفران ١٤ ( العمره )

غفران ١٤
هذه المرحلة من مراحل التشافي شعرت انها لن تأتي سابقاً ، فكيف سأسامح من ضرني وآذاني نفسياً وجسدياً و إن كان الإيذاء النفسي أشد على الإنسان من الأذى الجسدي ، هكذا الإنسان هو كائن روحاني من يتعذب فيه هو نفسه و ليس جسده ، و لذلك تبقى جراح النفس مفتوحه لكل عارض يتعرضها فتهيج مرة أخرى ، الحمدلله بدأ شعوري تجاهه وتجاه أخي يختلف ، بدأت أشعر بالإمتنان تقريبا، رغم خوفي من خذا الشعور ، سألت ابرار هل من المشترط إذا عفونا أن نعيد العلاقة مره أخرى ، قالت كلا لا يجب إلا في حالة صلة الرحم ، فتبقى العلاقه مع الحذر ولا يحاسبك الله عزوجل على مشاعر الحب أو البغض إنما الحساب يكون على الصلة أم القطيعه ،،
استغربت من هذا الفهم هل من المعقول ذلك لا نحاسب على مشاعرنا البغض و الحب المهم السلوك تجاه الآخرين .

أخبرتها أنني سأذهب إلى العمره مع أبنائي و أخي في بداية العشر الأواخر ، شجعتني و استحسنت الفكره وقالت إنوي أنها بداية جديده وأنك تغسلين قلبك من الماضي ، قلت ان شاء الله .
دخول الحرم
كان قلب يخفق من شدة الفرح من الرهبه كيف سيكون دخولي إلى بيت الله الرحمن كيف ستكون وفادتي عليه ، و بمجرد أنني اقتربت من باب الملك عبد العزيز واذا بالأنوار تملأ قلبي ، لم أشعر و أنا بالطواف سوى بالرحمن الرحيم بشكره و ثناءه ورحمته بي لم انتبه للزحام سوى تلك الأنوار ، و تلك الرحمات فجأه انتبهت لصوت ابنائي وهم منزعجين من الزحام و بنتي تقول
طيب ابتعد. قليلا ، اللهم امي صائمه ، ولدي يقول يارب صبرني ان عمرتي تنجح و اضبط انفعالي و لا انفجر بالناس ، لم اعقب عليهم وعدت إلى ابتهالاتي و دعواتي و الشكر والثناء ، كان يؤذن المغرب عندما انتهينا من الطواف ، صلينا ركعتين الطواف ، و جلسنا نفطر مع المسلمين بضع تمرات وقهوه و ماء زمزم كان أروع فطور في حياتي كنا نجلس بقرب بعض الهنود والفلبينيون وبعض الأندنيسيبن و بعض الأفارقه لا فرق بيننا جميعا سوى ألوان بشرتنا ، ودرجات الإيمان التي لا يطلع عليها الا الله عز وجل ، فلا نستطيع الحكم على ذلك فلعل من طافت بملابس خرقاء وبعض الخرق هي أكرم عند الله من التي طافت بحيبة " لويس فيتون " أو شانيل ، أو عباءه تحمل ذلك التوقيع من المحل الفلاني ،
المهم أننا انتهينا من صلاة النغرب وبدأنا بالسعي كنت أفكر بأمنا هاجر عليها السلام و رحمتها بولدها وامتثالها لأمر ابراهيم عليه السلام ، ابراهيم عليه السلام كان يكرمها ويحبها ، فلا يكرمهن إلا كريم و لا يهينهن إلا لئيم ، قد أهانتي و آذاني ، لكن لولاه لما كنت هنا الآن شهقت من قلبي وقلت يالله اني عفوت عمن ظلمني فاعف عني ، اعفو عني يالله اعفو عني يالله يالله اغسل على قلبي ، الاهم اني سامحته و سامحت اخي ، لا أريد منه جزاء و لا شكورا الا منك يا رؤوف يا رحيم سامحته وبدت أبكي وأبكي ثم شعرت بأن جبلا انزاح من صدري و أنني اصبحت خفيفه كأنني طير اطلق من قفص ، لسماء رحبه ، انتهيت من من عمرتي ، اغتسلت بعد العمره استعدادا لصلاة التراويح أو ما يسمونه هنا بصلاة القيام ، كان الخشوع يعم مكه و أرجاءها ، مرت ثلاث أيام و نسيت مل همي بل عزمت أن اكتب خطتي ، تذكرت استاذه ابرار فدعوت لها واتصلت بها أخبرها بما شعرت ، و انني الآن اريد أن اقوم بعمل اشكر به الله عزوجل فقالت ماذا تبدعين به ماذا تحبين ، قلت أحب تخصصي و أهوى ما يكمله قالت استعيني بالله و اذا قررت أو ابتكرتي مشروعك التطوعي أو خطتك اتصلي او حياك الله في المكتب بعد عودتك نناقش فكرتك ،
فعلا جلست بعد صلاة الفجر كما تفعل هي في الصحن افكر نسيت أن أخبركم بأني مهندسه معماريه أرسم خرائط للبنايات و أخذت دبلوم في التصميم و الديكور الداخلي ، فاكتمل التخصص عندي ، فقررت أن اتبرع بوقتي المتبقي بعد الدوام فأخطط و ارسم خرائط و اشرف تطوعا للبنايات التي تبنيها بعض المؤسيات الخيريه كوقف و لا يقتصر الأمر على ذلك بل عند انتهاء البنيان اقوم بالتصميم الداخلي للديكور . فرحت جدا بهذه الفكره ، لم ألحظ الشروق ، انما انتبهت حين رأيت الناس تصلي بقربي ، ارسلت الفكره للاستاذه ابرار وردت فورا من اليوم الصباح سأبحث لك عمن يحتاج هذا المشروع التطوعي من اللجان الخيريه المهتمه بالوقفيات ،
استبشرت خيرا وقلت لها اريد أن اعرف عن وسائل التخطيط و الانجاز
ردت اذا عدت ان شاء الله ازودك بكل ما تحتاجين اليه و أساعدك بعمل خطتك .

غدا باذن الله سأعود و كلي حماسه وراحه ربانيه مستعده لمستقبل افضل احمل معي خيرا كثيرا سأنشره في الأرض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق