الجمعة، 20 يوليو 2012

غفران ح١ الوسادة


أخط مذكراتي و أنا أتسابق مع سنواتي الأربعينية ،،
أرى هويتي وتاريخ ميلادي قد بلغت الأربعين ونيفا.
ولكن أحاسيسي ومشاعري و أمراضي ، تجاوزت عمر الستين هي هكذا أو هكذا أشعر ،،
فالعمر لا يكون بعدد ما نحسب من سنواتٍ انتهت وانقضت مماكتب لنا في اللوح المحفوظ،، من منا يعلم كم عمره الحقيقي
كل ما نعلمه كم صرفنا من هذا العمر، وكيف قضيناه ، وآه على من قضاه كما قضيته، ربما ابتسم وأتعمد الإبتسامة، و أهتم بزينتي ، لكنها صورة مخالفة. لما أنا عليه ،، أو ما أشعر به و أعيشه ، لذة الملبس والتزين والإبتسامه لم تعد موجودة فقط صورة موجوده لمن يشاهدها بعيدة عن الحياة
هل هناك من يحمل نفس مشاعري وتجمدت صوره ، أو سلبت منها الحياة!!

أخط تلك الكلمات و أنا أشعر بحرقة في المعدة وألم في مفاصلي ،. ودوران في رأسي وأفكار لا تنتهي .
أنظر أمامي فأرى بقية من كأس الماء وبقية من بعض أقراص الدواء تنتظر دورها في الإلتهام .
اليوم الثالث والعشرون من شعبان
أي ما بقى هو اسبوع و يأتي ذالك الزائر الذي يتهافت عليه الجميع
رغم ابتهاجي به لكنني لا أشعر بفرحة كفرحتهم ،،
أطلق زفرة عميقه مملوءة بالألم
هل ادعو عليهم أم لهم ،،
كم تحملت وتحملت وصبرت عليه وعلى غيره
حسبنا الله ونعم الوكيل
كم تخوننا الوساده نلجأ لها للراحة ،، فإذا بها تفتح كل ملفات الجراح ، رغم أنني الآن في نعمة وكان كل ذلك من الماضي
الأصوات لاتفارقني ،، صوت الظلم والرفض والإبتزاز ، كم ظلم وكم صبرت ،
كم أساء وكم أحسنت
كم أذلني واستعنت بالله فنصرني
دموعي بللت وسادتي
استعذت بالله من الشيطان الرجيم نهضت من الفراش
تأملت غرفتي رغم زهو ألوانها إلا أنها تحمل ذكريات مؤلمه تمنعني من الفرح والسعادة
هل أحمل هذه الجدار وهذه الستائر مالا تحتمل ،، هل نظرتي لها هي ما أراه أنارفيها
كم نحمل الجمادات مشاعرنا ونسقطها عليها لنرتاح و ندفع عن أنفسنا ذلك الشعور البغيض المؤلم .
نظرت وجهي في المرآة قلت كم أنا جميلة لكني شاحبة.
حسبي الله ونعم الوكيل ،،
شعرت بنوع من الصداع
والدوار ،،
ضغطت على زر الانتركم و طلبت من خادمتي القهوه
غيرت ملابسي ، واخذت شنطتي معي إلى غرفة المعيشة،،
لا أقرأ الصحف عادة فكل مافيها مغم ومعيود
أحب ابدأ صباحي بشيء سعيد
فالبدايات تؤثر على النهايات
فمن صلحت بدايته صلحت نهايته
سمعت صوت ولدي وقد استيقظ
وكالعادة لابد أن يصرخ بالخادمه حتى وإن لم يريد شيئا
جاءته مسرعه ، ومن غير استفسار منها قال فطور
ماذا يوجد اليوم
عبست ثم فردت وجهها وكأنها استرجعت ان الأمر لا يحتمل ذلك الشد والعبوس
،، وقالت بلهجتها المكسره انتَ شنو يبي
اجابها : أي شيء ،،
خرجت تتذمر ،، أي شيء أي شيء ثم لا يعجبك ،،
خرج من غرفته متوجهاً الى غرفة المعيشه وهو يفرك عينيه
كم أستبشر عندما أراه في ذلك الممر وهو سعيد كشمس تشرق في ممرات البحر ،،
هو ولدي البكر أي من الأولاد جاء بعد عامين بعد مولد أخته لكنه الأقرب لي سميته عبد العزيز لأني أبحث عن العز و رفعة نفسي مستعينة بالله، شعرت أنه سيكون سندي ، كم تمني الأمهات بنا بهذه الأمنيات ، كأنها لا اعلم أنها عليها الغرس فقط ثم الثمار بيد الله إن شاء سبحانه كان الغرس طيبا يؤتي أكله كل حين ، وإن لم يشأ لم يكن شيئا ، فيارب اكتب لي ماتمنيت وما سعيت له.
قال وهو يقترب مني
صباح الخير أمي
ما هذه الألوان ما هذا الجمال
أين ستذهبين
؟؟!!!
ابتسمت لا مكان
استعد لشراء حاجيات رمضان
كل هذه الاناقه للتسوق
كم أنت رائعه و أنيقه
هل ما زلت تفكرين ، كل شيء انتهى وانقضى
أمي : كم مره أقولها لك ،، أنت ومشاعرك لها تأثير علينا جميعاً نحن مرتبطين لا شعوريا بك
فإن حزنت حزنا و إن فرحت فرحنا
صدقت أعرف مشاعركم فارتباطي بوالدتي كارتباطكم بي
ابتسمت وقلت الحمدلله أنا الآن بخير و أعتذر عن ايذائكم ، أحتاج بعض الوقت فقط لأسترجع قوتي النفسية.
كان يطالع في هاتفه فهو لا يريد أن يسمع مزيدا من الإعتذارات عما بدر مني أو ماحدث من أحداث بيني وبين والده أو خاله أو عملي أو أو
رد قائلاً بسرعه يمه لم نعد نتحمل كل هذا الحزن
رددت
صدقت يابني ،، رفع عينيه من جهاز "الأيفون" خاصته
أمي: مقال جميل عن العفو
أرجوا أن تقرأيه
ارسلته لك في الواتساب
سألته لمن ؟
قال تعرفينها أبرار الاستشارية
نعم أعرفها اسما لكن ،،،،،
نادته الخادمه الفطور
قبل رأسي ونزل يتناول فطوره
اخذت هاتفي لأقرأ المقال
بدأت به واذا به يحمل بشرى كأنه يخاطبني في كل كلمه ،، نعم كأنها كتبته لي كأنها تعرفني ،
أحتاج أناقشها بكل كلمة ربما تستطيع مساعدتي ،
للخروج من اكتئابي لا أحب كلمة اكتئاب من ضيقي أو حزني
بحثت عن رقم هاتفها أو مكتبها
وجدته ، في مدونتها.
ترددت ، هل من المعقول أن أخبر انسان بكل ما لدي فقط لأنه استشاري
هل من الممكن مساعدتي
تجرأت طلبت الرقم
أخذت موعد معها بعد الغد
سجلت الموعد عندي لكي لا أنسى
نزلت عند ولدي شكرته وبشرته اني اخذت موعد للاستشاره
رد مبتسما بوجهه وهو يبلع لقمته احسنت يارب ما يعدي شهر رمضان إلا وانت بأحسن حال
لبست حجابي وخرجت وأنا مستبشره خيراً
بلقائي
وصيت الخادمة على ابنتي .
ففي العطله لا تستيقظ الا ظهرا
قدت سيارتي وأنا أردد اللهم احفظ أبنائي و اكتب لنا الخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق