الأحد، 29 يوليو 2012

غفران ٨ ( استشارة واستخارة)

عندما رآني وقد همت بأفكاري إلى عالم آخر غير عالمه ،،
قال تناقشوا بالمسأله ،، وهذه بطاقتي ، إذا أردتم لي العودة اتصلي فيني.
سأكون سعيدا إن رحبتم بي من جديد و إن لم ترغبوا فاحترم قرارك ولا ألومك .
سكت وأنا انظر إلى البطاقة

خرج بعد أن تحمحم لم تكن هذه عادته.

قبيل الفجر استأذن عبدالعزيز لدخول غرفتي ودخل بفراشي وتدثر بغطائي و ضع رأسه على صدري ، ولمست ذقنه بيدي وقبلت رأسه ، قلت قل ماذا تريد ياسندي ، قبل يدي، و أخذ الأخرى فقبلها، ورفع جسده وقبل رأسي ، فدمعت عيني.
قلت ماذا ترى هل ننسى ماجري ونسمح له بالعوده لحياتنا ،،
امي قد عانينا جميعا في تلك المرحلة المظلمة وتجاوزناها سويا وهذا فضل من الله ، وربما كان لكل مرحلة ظروفها وتقلبات أمزجة أصحابها ، ولعله فعلا يكون صادقا فنندم إن رفضناه ،، ماذا يضر لو جربنا
قلت وهل مشاعرنا قابلة لخوض غمار تجربة أخرى مع نفس الشخص ، أعلم أن ليس لي الحق بأن أمنعكم من والدكم ،،
قال ليس هكذا بل يا
أمي أنت تحتاجين رجلاً ، في حياتك ويمكن أن يكون صادقاً، هذه المره
قلت : وجهه كان صادقا في التوبه،
دخلت ابنتي و ابتسمت ماذا قالت سألت عبدالعزيز ،
قلت إن الله غفور رحيم ، و اسمي غفران ألا أغفر !!!

و انتبهت اتسرعي في القرار فأدركت قائله : لكن تمهلوا حتى نسأل عن صدقه
طلبت من أخي الصغير أن يتحرى عنه في البحرين وفقا للعنوان على بطاقته التي تركها لي.
بعد أيام كنت في مكتبي ، واذا بالهاتف يرن ،، طلبت من السكرتيره أن ترد ،،،
جاءتني مسرعه قالت أبو عبدالعزيز يطلبك !!
حاولت أتذكر من هو هذا ابتسمت ابتسامة شغف مع خوف تركت قلمي ،، ولم أغلقه ،، رفعت سماعة الهاتف قائلة: بتردد و خوف نعم
قال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته، معك أبو عبدالعزيز زوجك .
قلت أهلا .
قال. بل ردي السلام كاملاً،
ارتبكت قلت ماذا تريد الآن
قال: لا أريد أن أتسبب لك بالمزيد من المتاعب ،، يكفي ماجرى مني ، قد علمت أنكم تسألونوعني في البحرين ،
هناك أمر لا يعلمونه ، عندما هاجرت طلقت تلك الزوجه ولم أمس امرأة قط .
أنت عنوان الطهر والوفاء قدتوقعت أن اجدك بعد عودتي فد تطلقت غيابياً ، أو أن ترفعي قضية علي ، فعلاً إنك أخت رجال، فعلاً يجب علي أن أفخر أنك زوجتي، سامحيني أرجوك ، أتوسل إليك ، لا تحرمينينا من أن نعيش قصة حب مرة أخرى ، لم أبت ليلة إلا وتمنيتك بقربي ، إلا و شممت رائحة شعرك الناعم المنساب على كتفيك الذي يداعب شذى أنفاسي عند النوم، مازلت جميلة ورشيقة لم تأخذ منك الأيام شيئاً ، قوية بعقل وحب،،
أحبك غفران ،، قولي شيئاً،
كانت دموعي تتساقط لم أسمع بمثل هذه الكلمات من قبل،، أي من فترة طويلة جداً ، كنت أشعر وكأنني أرض جرداء تفتقر لكل هذا، الكلام ليرويها، كنت أريده أن لا يسكت هكذا ببساطة أعاد فيني شحنة الحب ، حتى أنني وددت لو أمسكت بيده الآن ووضعتها على قلبي ليخبره كم اشتاق لكن غضبه منعه أن يعبرها. او أن يعترف بذالك الحب .
كم كنت ساذجة في ذلك الوقت مستسلمة لعواطفي و أجعلها تتحكم بي دون سلطان العقل عليها ، و كم من امرأة وحتى طفلة تستسلم كما استسلمت .
ظل ساكتا ،، وأنا أسرح بتفكيري بعض من الحب يستطيع دفع الطلم بعيدا ولا كان ولا صار .
هل أسامح!!؟؟

ربما.
في المساء عند العودة
وجدت ابنتي تغني الورد جميل ،،، ضحكت
وإذا بباقة من الجوري الأحمر وبعض من الأبيض رائعه زكية الرائحة يتدلى منها بعض من الوريقات الخضراء النضرة ، لمستها مخملية ، ناعمه.
قرأت البطاقة ،،،
كتب عليها،،،
زوجتي العزيزه غفران،،
لو أهديتك كل زهور الأرض و الجنة لم تكن كافية لتعذريني،،
لو زرعت لك الجبال كما فعل الرشيد لم يوفيك قدرا ً وحباً
تقبلي زهوري وهي خجلة من جمالك فهي لا تضاهيك جمالاً،،وات رقة لمعانيك الطاهرة ،
زوجك بو عبدالعزيز.

أخذت البطاقة وضعتها في حقيبتي بسرعة حتى لا تراني أفنان ، التي كانت تجلس على المقعد و تمثل بأنها تشاهد التلفاز ،، فهو حياتها وعالمها الآخر،، قمزت لي عندما اصطادتني نظراتها المراقبه لي وأنا أضع البطاقة في حقيبتي، وقالت : ممممممماما ماذا تفعلين ،، قد كشفتك ،، سأتصل بعد العزيز لأخبره. وبدأت تضحك وتضحك حتى ضحكت واحمرت وجنتاي ،، فقالت ألو عبدالعزيز تعال بسرعه وانظر من بعث لنا بالزهور اليوم ،، تعال وشاهد أمي وقد احمرت خدودها ،،،، هناك من وقع في الحب مرة أخرى.

ابنتي تتكلم بكل حماس والقت إلي بالهاتف هاك عزيز يريد أن يكلمك ،، أمي الورود والكلام الطيب لا يعني أن تستعجلي بقرارك ، لا تفكري إلا في نفسك أرجوك ، لا تستمعي لي تلك الليله كنت عاطفيا، نعم كانت هناك مأساة ومعاناة لنا جميعا لكن ليس بقدر ما أصابك وهو أبونا رضينا أم لم نرضى ، فهمت ما أرنو إليه أليس كذلك
الإختيار لك يالغاليه.
مع السلامه لم أرد بكلمه
دمعت عيني هكذا دائما لا أستطيع أن أتحكم بدموعي بكل انفعال ، ايجابي أو سلبي ، في كل دمعة المزيد والمزيد من الآهات والحب.


مرت عدة أيام ، شاورت قديقتي حنان،، بعد خرجنا للتسوق قلت لها ماذا ترين ؟
قالت الإختيار لك قيسي الإيجبيات والسلبيات ، سألتها لو كنت مكاني ماذا ستفعلين، قالت لن أقبل سأطلب الطلاق ، نفسي أولى .
قلت الطلاق !! لماذا !!
قال على هونك نعم الطلاق ماحدث لم يكن بالأمر السهل تعبت وانهنت وتشردت انت وأبناؤك وكافحت. ولم تتلق أي اعتذار منه كل هذه السنوات ، ولا حتى أي تحويل مالي، كمصروف لك ولأبنائك. لماذا ألا تستحقين ذلك ،،

ماذا بك ،،هل تحبينه !!
قلت نعم ،،
فسكتت ،، وقالت آن لأبي حنيفة أن يمد رجلية،،

في الليل كنت أفكر في حديثنا في كلام ولدي ،، اتصلت بأخي واستشرته ،، قال هذا اختيارك وازني الأمور كما علمتيني ،، أختي وزوجها كان لهم نفس الكلام .

استخرت ودعوت ربي وبكيت وتهجدت له ،،
في الصباح،،

ستتغرفون على آخر جزء من هذه الحكاية التي حاولت اختصارها لكن ليس للذكريات شيء يمسكها اذا تدفقت ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق