السبت، 21 يوليو 2012

غفران ح٢ ( شاي الضحى )

مر اليومان سريعاً وحان موعد الإستشاره
ترددت كثيراً أن أذهب فماذا عساها فاعلة
هل ستدخل إلى عقلي ، هل ستغير واقعي ؟، هل ستستبدل الماضي ؟
كلا
كنت أفكر في كل هذا أثناء جلوسي في منزل صديقتي منال فقد اعتادت أن تجمعني وصديقاتنا الباقيات في جلسة شاي الضحى
كل اثنين من بداية الشهر نتبادل فيها الأحاديث والهموم و أحيانا كثيره يلفني الصمت عنهم ، خاصه بعد انفصالي المؤقت وحيرتي بين العودة ام لا،،
اقتربت مني حنان وهمست لي هل من جديد ؟! ماذا بك اليوم
قلت ؛ تعبت من نفسي من الآلام اللا منتهية التي لم يعرف لها الطب وصفا ً، ابنتي وابني بدآ يتذمرا وينعزلان عني، أشعر بثقل في صدري أريد التخلص منه لأتخذ قراراً
وضعت حنان يدها على كتفي واليد الأخرى أمسكت بيدي ،، وقالت تخلصي من الماضي وهمومه يا غفران حاولي العيش معنا الآن عيشي اللحظة ،
قلت الكلام سهل ، بمجرد أن نهضت اليوم ورأيت حذاء عبدالعزيز وتوهمت أنه حذائه حتى رجعت لي كل تلك السيئات والأحزان التي تعرضت لها منه ، حزنت وبكيت بل أني عشت بنفس المشاعر الضعف و الذل والإهانه
بدأت الأنظار تلتفت علي ،، فقلت حتى أنني أخذت موعد عند استشاريه اليوم الساعه السابعه مساءا
سألت حنان بلطف من هي
قلت أبرار عبدالله
تفتحت أساريرها وكأني أخبرها عن ذكرى جميله أو أبشرها ببشاره
قالت ونبرتها تعلوها الفرحه
حقا ً،، حسناً فعلتِ
سترتاحين لها ، بل بعد خمس دقائق ستشعرين أنها صديقتك الحميمه،،
قلت: هل تعرفينها شخصياً؟
قالت :نعم ذهبت لزيارتها اربع مرات في مكتبها ، وتواصلت معها هاتفياً كذلك
لماذا سألت؟
قالت: عانيت مع مشكله في مديري وزميلاتي في العمل فغيرته فعانيت نفس المشكله في ثلاث مراكز للعمل ، وكنت اظن أن المشكله من الناس ، ثم اتضح لي بعد ذهابي لها أن المشكله من نفسي . و ساعدتني قي حلها وها أناذا شخصية جديده منطلقه محبه كما ترين .
سألت ماذا قالت لك ،، علميني حتى لا أتكلف عناء الذهاب
قالت بل اذهبي سترتاحين ومشكلتي تختلف عن مشكلتك.
قلت سأجرب ،،
قالت : العقل لا يقبل التجربة، يحب التأكيد ، قولي سأذهب وسأستفيد باذن الله
رددت ،، حسناً ، وفي نفسي أقول كلام بكلام سأجرب.
وكم يحوم حولنا الكلام ولا نستفيد إلا عندما نجرب ، وقد ضيعنا الكثير من الوقت ، فقط لو استمعنا و اختصرنا الطريق على أنفسنا ، و أخذنا من تجارب الآخرين.
عدنا للأندماج مع الباقيات ،، وشعرت بتحسن وحماسه للذهاب .
بعد خروجي وعودتي للمنزل استقبلتني ابنتي أفنان ،، كم تتألق كل يوم رغم صعوبة النطق لديها وصعوبة اخراج الحروف ،، نظرت لي نظرة فهمت منها أنها تسألني أين كنت فلا داعي لأن تتكلف عناء الكلام ،، الأمهات أكثر الناس فهماً ، لأبنائهم حتى عندما لم يكن إلا البكاء طريقا للتعبير كنت أفهم جوعها أو عطشها أو ألم المغص ، وبللها كذلك اعتقد اني لا أختلف عن أي أم كل الأمهات هكذا او أكثرهن.
أجبتها كنت عند خالتك منال في الجمعه الشهريه ،، ابتسمت وسألت ،، بعد نفس عميق منها لتجمع قوتها لتسأل ولتدفع الكلمات خارجاً وكيف انت اليوم
قلت بخير ، ألم تلحظي أنني أبتسم
قالت اممم ربما
طلبت منها أن توقظني عند صلاة العصر.
واخبرتها كذلك بموعدي عند الإستشارية أبرار
فبدت الدهشه عليها وقفزت تقبلني وتقول أ أ أخيرا ً ، ستتحدثين ، وستتعالجين ، شكراً شكراً أمي
مسحت على رأسها وقبلته
وصعدت الدرج متوجهه الى غرفتي
ابنتي افنان هي الكبرى تبلغ من العمر الثالثه والعشرون من عمرها ، ولدتها و معها مشكلة في السمع أثرت على النطق ولم أكتشف ذلك إلا وهي بالثالثه من عمرها عندما أدخلنها الحضانه ، وبدأت رحلة علاج الصمم الذي تسبب به عيبا خلقياً رغم تحفظي على هذه الكلمه فلا أحبها لأن الله عزوجل لا يخلق شيئا عبثاً قد يكون ذلك أنفع لها في ذلك الوقت لحكمة يخفيها عنا.
بعدها بدأت علاجها وتعليمها المفردات إلى أن أجادت الكلام وهي بالسابعة لكنها مازلت تتأتأ عند مخرج أول حرف ثم تنطلق
صحوت على هزات ابنتي استيقظي الساعه الرابعة ارجوك عندي موعد مع صديقتي سأذهب ولن أيقظك و سيفوتك الموعد
فتحت عيني لأستوعب ما يجري
تمددت قليلا ، حتى توقفت على صوت مفصل الركبه وهو يقعقع نتيجه التمدد .
قلت لها اذهب ولا تتأخري قودي بحذر و طمنيني

من تحت الغطاء اتصلت بعبد العزيز
ألو،، أين أنت
أهلا أمي جئت ولم أحب أن أوقظك
هل تريدين أن أوصلك اليوم للإستشاره
لا ياحبيبي أستطيع القياده الحمدلله بخير انني اليوم.
اذن اراك على العشاء
حسناً ،، لا تنسى أذكار المساء


استعدت للذهاب للمكتب في الساعة السادسه
واتصلت السكرتيره فيني لتأكد الموعد

لبست ملابس خفيفه تحت العباءه رغم أن سواد العباءه لا أطيقه ويحمل معه ذكرى مريرة ، كم ننفر من أشياء ليس لها دخل بل وجودها ضروري لو طلبت منا بالحسنى و الرفق
عموما ارتديت العباءه ، فلم أرد أن أكون خلافاً لما في قلبي كعادتي
أتزين وكأنني ازين للناس وأخبأ مشاعري خلف تلك الزينه
وكم امرأة منا تبدو كالدمية وبداخلها نار تستعر ، أو نفس مكسورة ،.
الساعه السابعه إلا ربع كنت في المكتب
ماذا حدث كيف كان اللقاء
بماذا نصحتني.
كيف صبرت على وقاحتي
سأدونه في الحلقه القادمه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق