الأحد، 22 يوليو 2012

غفران "٣" الإستشارة


توجهت إلى المكتب
ظننت أنه مركز للإسترخاء أو المساج ، رائحه زكية تفوح من المبخره التي على طاولة الإستفبال رائحه أشبه بعشبة الليمون مختلطه برائحة الفانيليا
ألوان المكتب متدرجه من اللون الأخضر والأزرق
أعطتني مسؤلة الإستقبال و رقة بيانات وطلبت مني أن أملأها
شعرت بالخوف من بعض الأسئلة هل عانيت من حالة نفسيه سابقاً؟
هل تناولت بعض الأدوية النفسيه ؟ اذكرها؟
لم أكتب شيئاً ، ولم أجب
كان من المريح أن باختياري كتابة اسمي الحقيقي ، فكرت هل أكتبه ؟
لم أفعل شيء لأخشى أن أعرف باسمي ، بل أفخر به ، هم من أساؤا إلي .
و لست أنا
اسمي ليس بعورة أفخر باسم سمانيه أبي .
سلمتها الورقه ووضعتها في الملف وذهبت به إلى المكتب
قالت تفضلي ادخلي ، هممت بالقيام فإذا بأبرار تستقبلني عند باب المكتب وتحييني وتبتسم في وجهي ، بادرتني بالسلام والترحاب
انشرح صدري وكأني قطعت نصف الطريق
أجلستني وجلست هي في مقابلي لم تجلس على مكتبها ، كان مكتبها مزين بورق الجدران باللون الأخضر الفاتح المزين برسم ورد الجوري الهادئ ،
سرحت في خيالي لحظات في المكتب ، ثم عدت لأنظر لها فاذ هي تنتظرني ، وكأنها أرادت لي أن أتعرف على المكان لكي أطمئن ،،
فسألت بعد أن طالعت بالملف ،،
كيف حالك يا غفران ؟
بعد ان تنهدت قلت لو كنت بخير كما أقول لم أ أتي لك ، لأفضح نفسي و أتكلم
قالت تطمني الغرفه فيها عازل للصوت ، كما أنني لا أدون الإسم الحقيقي إلا بموافقتك والملف يكون معي وليس مع السكرتيره ،، وإن لم تريدي الملف ألغيه الآن .
تطمنت نسبياً لكلامها ،،
قلت من أين تريديني أن أبدأ!! وكأنني افترضت فرضاً أنها تعلم الغيب
قالت ابدأي من موقع ألمك الذي جاء بك إلى هنا ،، وأمامك نصف ساعه لتحكي والربع الأخير من الساعه للمناقشة و تقديم النصيحه .
قلت باسم الله فقرع الباب ،، استأذنت مني هذا هو محمد نور جاء ليسألك اذا أردت شرب شيء والضيافة لدينا اجباريه
فماذا تحبين بارد أم ساخن
فأجبتها بارد ثم غيرت رأيي عندما شعرت بدوار الصداع قلت بل قهوه بالحليب
أغلق الباب
وبدأت باسم الله الرحمن الرحيم
بصراحه لا أعلم من أين سأبدأ فكل مرحلة وكل عام من عمري يحمل مأساة معينه وبلاء جديد
ولا يهم ذلك
تزوجت وأنا ابنتة السابعة عشر في الرابع ثانوي زواج تقليدي أي زواج عوائل ،،
أي زواج مصلحه لأبوينا وعائلاتنا تربطهم علاقات تجارية منذ زمن بعيد و من المصالح أن تبقى الثروه بين العائلتين
ولكن هذا الشاب الذي تقدم لي كان مختلفاً
وافقت على الفور لم يغصبني والدي ابدا خيروني فاخترته لحفظه لكتاب الله ، وملازمته مجموعة من المشايخ ، ألا يحق لي أن أوافق ،،، عرف عنه التقوى والورع ، و بره لوالديه ، كان يكبرني بخمس سنوات لم تكن فارقا
ثم تغيير فجأه بعد ولادتي لأبنتي الكبرى وبدأ يهملني ،، ثم بدأ ينسلخ من القرآن شيئاً فشيئاً ذكرته بالله مرات وكل مره يزيد سوءا
كان أبواه طيبين ويعاملونني كابنتهم ، وو قفوا معي ،
تعبت كثيراً ، وبدأت أبكي
فأعطتني منديلاً
قالت: أكملي
قلت قصتي طويله
قالت ما رأيك لو تكتبينها وتبعثين لي بها على البريد الإكتروني
قالت أعتقد إن هذا أفضل لي فأنا أحب أن أكتب
لكني الآن سأخبرك بما آلمني حقيقة تقريباً حلت جميع مشاكلي
إلا أنني لا أشعر بالسعاده و الماضي يسيطر علي ، تماماً ، لا أستطيع النوم إلا في النهار عندما أكون منهكه ، أتذكر جميع من أساء إلي فأبكي ، كل يوم لا أنام و لا أجلس إلا بالمسكنات ، وجع في المعده ، وشعور بالإستفراغ ، فقد للشهية و آلام في رأسي وجسدي خاصة رجلاي لا يحملاني .
وعاودت البكاء ، ربتت على فخذي وقالت هوني عليك
أكملت أحاول أن أتماسك لكن لا فائده أنفجر بالبكاء عله يغسل بعضاً من الماضي الذي أحاول نسيانه
أريد أن أكون غفران ،، وأن يكون لي من أسمي حظ ،، لكن أجده صعباً
جئتك لتعلميني كيف أسامح وأنطلق في حياتي من جديد ، قرأت ما كتبته وشعرت أنه يتوجب علي الحضور و طلب المساعدة
قالت ،، أسأل الله العون لي ولك و أن يفتح لي لمساعدتك
ثم أطرقت قائله : هناك من يحفظ القرآن و يحفظه القرآن
وهناك من يحمل السطور والأحرف والكلمات فقط في صدره
وحامل الشيء قد يتركه لكن حافظ الشيء حريصاً عليه
فقلت صدقت ،، هناك من يتزين بالقرآن وهناك من يزينه القرآن
قالت : كان اختيارك في ذلك الوقت اختياراً موفقاً ، وكان أفضل اختيار فلا تندمي عليه
أما سيطرت الماضي عليك ،، فقد قطعت ثلاثة أرباع الحل عندما عرفت ما بك وسهلت علي المهمه قاطعتها ماذا أفعل

قالت سنأتي لهذا الموضوع. لا حقاً
نظرت إلى ساعة الحائط وقد قاربت الساعة على الإنتهاء
ابتسمت وقالت لا تقلقي أستطيع أن أجلس قليلا ، ولن تخرجين من هنا إلا وقد وجدنا حلا سوياً
قلت لو كنت أعرف حلاً لما جئتك وضيعت وقتي ومالي لكي اكتشف الحل سوياً
لاحظت عليها أنها تتنفس وتبتسم
وقالت لا أملك عصاً سحرية أنا أساعدك أن تفهمي ما تمري به، و اقترح عليك بعض طرق العلاج ،
فقلت آسفه
قالت لا تعتذري أتفهم مشاعرك ويأسك ، وحالة الضياع التي تشعرين بها ، و تزاحم الأفكار بعقلك
عزيزتي ما تمرين به أمر طبيعي لما أصابك من مصائب كما تقولي ، و أحيانا الصبر ينفذ و نحتاج إلى جرعات اضافية قد تغيب عنا وسائل التزود بالصبر ، وو سائل الإعانه عليه .
وأحيانا يولد نفاذ الصبر لدينا حالة من الغضب الداخلي الذي ينمو في نفوسنا لينهش بأعضائنا من الداخل
و ما تشعرين به من ألم في المعده وغيرها من الآلام والمتاعب الجسديه تسمى في علم النفس الأمراض الفيسيولوجيه او الأمراض النفس جسديه
أي يكون مصدرها نفسي أو تهديد أو ضغط
وتزاداد عندما لا نعرف كيف نتعامل مع واقعنا
وهي رسائل ربانيه من خلال الجسد ليخبرنا شئاً بأنفسنا
مثلا المعده وآلامها عباره عن حالة من الإشمئزاز من انسان أو اقع لا نريد أن تعيشه
فقلت نعم نعم نعم
أكملت بعد أن رشفت من كأس الماء الموجود على الطاوله وانتبهت لعلبة الشوكلاته الذي أمامها ففتحتها وقدمت لي قطعه من الشوكلاته استحيت أن آخذها ولكنها أصرت
ثم أكملت الصداع دليل على أن هناك الكثير من الأفكار في رأسك و هي في صراع
فتحت الشوكلاته و قضمت منها قضمه وقلت ما أدراك
قالت أما آلام جسدك و ظهرك لتحملك المسؤوليه
وهكذا
كل عضو وكل ألم له رساله
أما عن العفو أو المغفره نحتاج أن نعرف من هم الذين نريد أن نعفوا عنهم ونغفر لهم
ولذلك واجبك أن تحددي بعد أن ترسلي لي حكايتك من الذين تريدين أن تعفين عنهم
و الآن سأعلمك تمريناً يساعدك على الإسترخاء
و علمتني تمرين التنفس وشعرت
بالتحسن
مر زيادة على الوقت ربع ساعه لم أشعر بهذه الدقائق
ثم لخصت الجلسه ب
١- البقاء في الماضي وآلامه
٢- العفو الكلي من الداخل والخارج.
٣- العيش بسعادة وانطلاقه من جديد.
أليس هذا ما أردت قلت نعم جزاك الله خيراً قد ارتحت
متى سأراك الأسبوع القادم رمضان
قالت صباحاً أفضل
قلت كيف أبدأ علاجي في رمضان
قالت هو وقت التغيير و فيه عون رباني من نوع آخر
ثم قالت المهم أن تقومي بواجباتك
قمت من الكرسي لتجلس خلف مكتبها وأخذت ورقه وكتبت
الواجب
١- تمرين التنفس بعد كل صلاة
كذلك مئة مره عند النوم
٢- الرياضه أي نوع تحبين
٣- كتابة قصتك
سلمتني الورقه قرأتها قلت لها رقم اثنين لم نتفق عليها
ابتسمت و قالت هذا واجب و في الحركه بركه
كما تعلمنا من الدكتور بشير الرشيدي
قلت النقطه الثالثه أحدها صعبه سأتذكر وأعيش في تلك المشاعر
قالت ألا ترتاحين إن كتبت ؟!
قلت بلى.
قالت افعلي ففي الكتابة تفريغ لما تحمله النفس لتحمله الورقه ثم تطويه أو تطير أو تحترق معه فلا يبقى له وجود
سلمت عليها وشكرتها
بصراحه شعرت بقليل من الراحه
في طريقي لمنزلي بدوت سعيده
أشعر بخفه
شغلت على الإذاعه فاذا ببرنامج عن الإيجابيه
سعدت أكثر
وصلت منزلي ووجهي مبتسم ابتسامة رضى وقبول
استقبلاني أولادي بالتصفيق
و ابنتي تناديني بالبطله
قد أعدوا لي العشاء فهي الوجبه التي تجمعنا سوياً كل يوم
و بدأت أحكي لهم بتفاصيل اللقاء واناقشهم فيه
وبدأت الضحكات والنقاش الذي لم يكن يسمع في هذه الطاوله منذ سنوات مضت

ماذا كتبت غفران في الايميل الدي بعثت به لأبرار ،، ماذا روت لها،، من هم الأشخاص الذين اا تستطيع غفران العفو عنهم
تابعوا غفران في الحلقات المقبله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق