الأربعاء، 25 يوليو 2012

غفران ٦( وظلم ذوي القربى)


جاهدت أن أكمل تعليمي فيكفي ما شاهدته وما تعذبته في هذه السنوات الماضية، لا أعلم ماعددها.
ومن عساه أن يعد تلك الأيام أو السنوات فهي تمر جميعاً بلون واحد لون السواد أو الرمادي دون أن تشرق شمس أو تستهل غيمة أو حتى تنقشع ،فعندما يصبح عامك يوما واحدا لا داعي أن تعد فالعد و الإحصاء بكم مضى وكم بقى يشعل جمرة الحسرة في القلب وينفذ الصبر ، و من يعد أياماً تزايد فيها الحرمان بكل أنواعه العاطفي والجسدي وحتى الفكري.
آه ، كنت في أشد حالات الألم والضياع ، بين أخي و زوجي و لا سند لي ،كأنني ورقة تتقاذفها الريح في أي جهة شاءت
كنت ألجأ إلى الله وقت السحر كما تفعل والدتي رحمها الله وكما أوصاني أبي حين قال لي ليس لك من قبلي أو بعدي إلا الله فهو أحن عليك مني ومن والدتك والناس أجمعين.
كنت أشعر بمعيته سبحانه في كل حين لكن حزناً وألما لم يفارقني .
كنت أقول لماذا يستنكر علي هذا الألم ، لماذا يتوجب علي أن لا أتألم !!
كان يضربني كلما رآني ادعوا واستغيث الله نعم زوجي كان يضربني ، حتى عند قراءتي لأذكار الصباح والمساء
كان يعلم أن سهام الليل لا تخطئ ،،، ولكن لها أمد و للأمد انقضاء

و كنت عندما أراه ادعوا بهذا الدعاء : اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك ،، كيف تحول قارئ القرآن إلى هذا الوحش !
وبعد أن أعلن افلاسه هرب إلى أحد الدول الخليجية، و بقيت أنا و أولادي و حجر على منزلنا ، واخرجت منه عدت لمنزل والدي ، لكن أخي لم يكن مرحباً ، بعد أن طالبته بغضب هذه المره بإرثي و هنا كانت المفاجأه أن زوجي شاركه بإرثي ولم أكن أعلم ،،
لم أستطع الجلوس في بيت أهلي و تقدمت لوظيفة لم تكن مجدية براتب قليل ، لكنه يسد رمقنا وأستطيع أن أستظل تحت سقف شقة صغيرة تأوينا ،،
انهيت تعليمي الثانوي بتفوق،، بعد فترات من الإنقطاع فكنت لا أكمل السنة حتى يتهجم علي بالضرب فلا أستطيع أن أمتحن أو يمزق كتبي ، وهكذا.
و دخلت الجامعة وترقيت بعملي، كنت اترك أبنائي لوحدهم في الشقة تشرف عليهم جارتي الطيبه من أصل فلسطيني ، كانت تظنني متكبره عندما سمعت اسم عائلتي ،، أطلعتها على قصتي فرأفت بحالي، و سبحانه من سخرها لي ، وسخرني بعد أن أكرمني الله لها .
زاد راتبي قليلا ، وأي زيادة لم تحسبها زيادة في زمن الحرمان نعمة ، فقد يضطر الإنسان أن يأكل الميتته في حال الإضطرار فكيف اذا كان بالحلال .
لكنني كنت مقصرة بحق أبنائي .
أشعر بتأنيب الضمير دائما، كنت لا أجلس معهم كثيراً ، لكني كنت حريصة على اطعامهم وصحتهم ، و نظافتهم ، لكن ما أعطيت من الحب إلا قليل كنت أعمل من أجلهم فكنت أمثل دور الأب الحازم الذي طغى على شخصية الأم الحنونه، فمن الصعب أن تكوني أباً و أماً وأن توازني بين الأمرين في الوقت نفسه، وهل تصبر المرأة على كل هذا الذل إلا لأبنائها ، و هي تتوسم فيهم خلاصها من كل معاناتها ومعاناتهم ،، كم من امرأة ظنت كما ظننت !
بعد تخرجي من الجامعة كذلك بتفوق وكنت في القسم العلمي ، توظفت وظيفة مرموقه وسرعان ما كنت ارتقي فيها بسبب اجتهادي ، في هذه الفتره أي دراستي الجامعية كانوا اخواني الصغار يزورونني ويشكون لي من تحكم أخي فيهم ، و انخطبت اختنا الصغرى ، وهنا كان لقائي بأخي بعد تلك الحادثة لم يكن الخاطب ذا مستوى أخلاقي أبدا أو تعليمي كما سمعت وحكي لي عنه ، ذهبت إليه في المكتب ، لكنه رفض أن يستقلبني ، فذهبت إلى منزل والدي ، بعد أن أخبرتني فجر اختي الصغرى أنه موجود فتحت لي الباب و دخلت ،، قلت له من المفروض أن تعتذر لي ، أو حتى أن تحسن استقبال، فتطاول علي بالكلام وأهانني ، وياليتني قد رددت عليه حينها كم أستغبي نفسي الذليلة ، كم نحتاج لمواجهة مثل هؤلاء من قوة للرد ، لكن غفر الله لوالداي ربياني على الأخلاق والحياء والإحترام، قلت لم آتيك لأطلب شيئاً ، إنما أتيت لأمنعك من الصفقة زواج اختك حرام ما تفعله بها ، فصرخ و نهض ليضربني فدخل اخي الصغير الذي أراه صغيرا لكنه شاب يافع نور الصلاح ينير وجهه ولحيته البادية بالظهور ، و أمسكه ، فخرجت من الصالة أبكي و هناك عند باب الغرفة وجدت صورة والدي فانهرت زيادة احتضنتني أختي وقالت آسفه أروجوك لا تدعيه أن يزوجني ،، أخذتها معي شقتي فكان أبنائي يحبونهاركثيراً ، فكانت تجالسهم كلما سنحت لها الفرصة بأن تخرج من سجن أخي .
فرحنا بها ونامت معي في غرفتي و في الصباح ،،،،
من الذي حاول كسر باب الشقة ، ماذا فعل الجيران ،،،
تابعوا معي بقية حكايتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق